أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا
وقال إنني من المسلمين"
رسالة الوحدة الإسلامية العالمية
و
رسالة الدعوة والحجة للرجوع والعودة
إلى الإسلام
إلى الزعيم الروحي الإيراني، آية الله علي خامنئي، الرئيس هاشمي
رفسانجاني، وإلى كبار هيئة العلماء في إيران خاصة.
وإلى جميع علماء العالم الإسلامي، شيعياً وسنياً وعامة.
الداعي إلى كلمة سواء بين الناس
إمام الدين محمد طه بن حبيب
العنوان:
248/2، كالوني الثانية
شارع المزار، ميرفور
داكا، بنغلاديش
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
المفتاح والمدخل في الرسالة، والإهادء لأهلها
*" الفضل للمتقدمين" قول مردود و خطأ، أم الشفاء بعد السعادة.
ليس الفضل للمتقدمين " كما ليس الفضل للمتأخرين. إنما الفضل لأصحاب الفضل". لو فرضنا أن الفضل للمتقدمين فقط ، لناله أ بو البشر آدم و نوح و إدريس عليهم لم ينله محمد و عيسى و يحيى عليهم السلام، لأنهم من المتأخرين. هاكذا،ليس الفضل للمتأخرين أيضا. وإذا كان الفضل للمتأخرين فقط، لم ينله آدم، نوح وإبراهيم عليهم السلام، لأنهم من المتقدمين/ إن الفضل تماماً من الله، وحده، والله ذو الفضل، يؤتي فضله، من يشاء. إنخ تعالى أزلي ليس قبله شئ وليس بعده شئ، إنه هو الأول والآخر، والمتقدم والمتأخر، ليس كمثله شئ. إنه أعطى فضله لآدم، أقدم البشر وأول أنبياءه، كما أعطى فضله محمداً، آخر أنبياءه، بل أعطاه أكبر فضل- إن فضله كان عليك كبيراً- لإنه بعث متأخراً خاتماً لا نبي بعده.
*هكذا بدأ وجرى الفضل في أتباع محمد صلى الله عليه وسلم- من أبى بكر وأمثاله عليا وعمر وغيرهما، جاريا وناميا، حتى يزيد وكبر الفضل نهائياً فيمن يقومون متمين دين الله الإسلام في العالم كله في عصرنا هذا، عصر الإتمام إلى يوم ينفخ فيه الصور. فالفضل الأكبر والأفضل ينتظر للإمام المنبثق، الهادي والمهدي، في آخر الزمان وأتباعه.
فيا عبادالله، "ففروا إلى الله"، وبادروا بالتوبة والإستغفار إليه. " إستغفروا ربكم، ثم توبوا إليه، يمتعكم متاعاً حسناً، ويؤتي كل ذي فضل فضله" (هود-3 ) المتأخر والمتقدم على السواء، بل للمتأخر أكبر.
هكذا، الحق لا يعرف بالرجال، بل الرجال يعرفون بالحق هو وحيداً معيار وميزان لأهل الحق، ليس الرجال هم معيار أو ميزان للحق بحتاً، مهما عظمت مكانتهم. لأنهم إنسان، والإنسان على شاكلته، يصلح ويفسد، "وخلق الإنسان ضعيفاً"، أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه " ولكن لا ادري ما تحدثون بعدي" (موطأ مالك)
*إن الله هو الحق بذاته جل جلاله، يبعث بحقه والحق أنبياءه للناس " بشيراً ونذيراً". إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيراً، ويحفظ الأنبياء بعصمته من الخطأ والزلل ليبرهنوا أسوة وقدوة للناس. وليس أحد بعد الأنبياء معيار أو ميزان للحق، أبا بكر- ثاني اثنين- كما أو عمرا، أو عليا، باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وسلم. ما كانت لهم عصمة من الله، أو جبريل كان يأتيهم الرسول صلى الله عليه وسلم. ما كانت لهم عصمة من الله، أو جبريل كان يأتيهم بالوحي. بل الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم أعرب تخوفه عنهم مرات بعد مرات بدو إي إستثناء، حيث قال لعائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، " لو لا أن قومك حديث عهد بالجاهلية، بكفر، بشرك"، أو كما قال، إن قريشاً حديث عهد بجاهلية ومصيبة". رواها البخاري والمسلم، والتمذي، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، وأحمد، ليس فيها إستثناء لعائشة وأبيها أبا بكر، أو عمر، وعثمان وعليا وغيرها، رضى الله عنهم.
إذن! "أن الحق وحده معيار وميزان ومقياس للحق، ولا غيره.
فيا عبادالله! إعرفوا الحق بحق الله في كتابه وسنته التي لا تبديل فيها ولا تحويلا، وبعث كافة الرسل عليها، واجعلوا قاعدة كلية ثابتة "أن الحق لا يعرف بالرجال، أعرفوا الحق، تعرفوا أهله".
والعصر، إن الإنسان لفي خسر، وأخسر وألعن الناس هم العلماء، علماء الأديان والأديان والمذاهب، اليهود، والهنود، النصارى وما يسمى المسلمون زوراً، وهم الذين يكتمون الحق بعد ما عرفوه، ليأكلوا أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم.
الإسلام هو دين الله الذي فطراً الكائنات عليه، لا تبديل فيه ولا تحويلا، دين قيم، واحد وموحد، لا تأويل فيه ولا تفسير،لا تفريقه فيه ولا تسنن أو تشيع، و لا تمذهب فيه و لا تحزب إلا حزب الله. كلمة الإسلام المتمه هى " من قال لا إله إلا الله تفلحوا " ولا غير .وما جاء نبي ليجعل لنفسه، أو بإسمه أمة، بل أمة الإسلام أمة واحدة ، لا تفريق أ و تقسيم فيها.
ولكن، إبليس ، عليه لعنة الله و لعنة اللاعنين، إستكبار على الله وأبى، وافترى أديانا مكان دين واحد، ثم جعل لكل دين باطل علماء يدعون إلى التفرقة و التمذهب، حتى تهودوا، وتنصروا و محمدوا، وهم الأحبار، والرهبان، من اليهود والنصارى ، و العلماء الأكله الحرام و السحت من المسلمين . وهم ذرية الشيطان من بنى آدم، شارك الشيطان فى الإنجاب مع والديهم – وشاركهم فى الأموال و الأولاد، أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو؟
* وأما العلماء الإسلام الحنيف- هم ورثة الأنبياء وأمناء الرسل ، لا يأكلون إلاالطيب،ولا يدعون إلا إلى كلمة الطيبة ، يقيمون الدين الواحد، ولا يتفرقون فيه ولا يتسنون و لا يتشيعون، ولا يتمذهبون ولا يتحزبون- اصلهم ثابت و فرعهم فى السماء – كتب الله الإيمان فى قلوبهم، وأيدهم بروح منه، رضى الله عنهم و رضوا عنه، أولئك حزب الله المفلحون.
*هذه الرسالة إهداء لهم، و مخرجهم من الظلمات إلى النور، والله وليهم حتى النصر و الفتح المبين." رب ادخلنى مدخل صدق و اخرجنى مخرج صدق، واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا، واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا، واجعل لى من لدنك لسان صدق عليا" آمين.
إمام الدين محمد طه بن حبيب
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمان الرحيم
أعوذ بالله من همزات الشياطين ومن نزغه و نفحه ومن حى الشياطين الذين يوحون إلى اولياءه ليجادل الناس على الباطل- و إن أطعتموهم إنكم لمشركون. بفضل بسم الله الرحمان الرحيم الذى هو ولى المؤمنين، يخرجهم من الظلمات إلى النور ويكتب الإيمان فى قلوبكم و يؤديهم بروحه و يجعلهم على حزبه- ألا إن حزب الله هم المفلحون.
أخى الفاضل آية الله شه رخى خرم آبادى، وفقكم الله لما فيه صلاح لكم ولأمة الإسلام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومن لديكم من عباد الله الصالحين.
هذه رسالة لكم و من واسطتكم إلى كل من الإخوة آية الله السيد على خامنئى زعمكم الروحى والأخ على هاشمى وفسنجانى رئسكم على البلاد خاصة وإلى كبار هيئة العلماء فى إيران عامة.
هذا اخوكم الكاتب يحدث نعمة الله عليه-وأما بنعمة ربك فحدث.إنه ولد فى بيت إسلامى عميق العريق فى تعاليم الكتاب المنزل – القرآن الكريم، الذي يهدى للتى هى أقوم، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، اصبح يتيما فى
طفوليته، فوجده ربه فأواه فهداه فأغناه ، فأنعمه بنعم العلم ظاهرا و باطنا، وجعل له ودا، من لدنه و يسرله القرآن بلسانه و قلمه ليبشره المتقين و ينذر به قوما لدا، حتى لا يهلكه وإياكم لعدم الإعتناء للحق، جاء الحق و زهق الباطل،فلا يحس و لا يسمع منا ومنكم همسا و لا ركزا لإتباع الباطل . فنعوذ بالله منه جميعا. هذا الفقير إلى رحمة ربه بدأ حياته فى طلب الحق بعدما و صل سن الرشد وله منذ ذلك اربعين سنة فى هذا الطلب الحثيث،هاجر إلى ديار مكة المكرمة والمدينة المنورة، و طاف بينهما وبين جبال وسهول جبل النور و جبل الثور لمدة تسعة أعوام متوالية، لم يعش فيها ليوم في بيئة جاهلية العرب و العروبة، بل عاش غارقا يسير على آثار مسائر إبراهيم الذي وفيّ. "والأرواح جنود مجندة" والعباد المؤيدون بروح ربهم هم على صلة مع الأرواح المأمورين، ويسئلونك عن الروح قل الروح أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. الحج إلى بيت وزيارت المشرعر والشعائر ليس إلا لربط العلاقة مع الأرواح المجندة وتوطيد وتقوية تلك الأتصال والتواصل. الحمد لله على نعمة الهداية، حياة هذا الفقير في مقدسات وديار الخليل وحفيده- محمد- عليهما أفضل الصلوة والتسليم. مما جعلت كيان و تكوين ودين وتدينه منقحاً ومنزها من جميع التلويث - تلوث التمذهب والتفرقة، حتى جعله ربه مسلماً له حنيفاً لا يفكرفيه فكرة إستخلاف أبي بكر أو ولاية علي رضي الله عنهما من قبل النبي صلى الله عليه وسلم. لأن الأنبياء هم خلفاء في الأرض، وجاعل خلافتهم هو الله، والخليفة أو الخلفاء ليس لهم حق ليجعل أحداً خليفة لهم في الأرض، وجاعل خلافتهم هو الله، والخليفة أو الخلفاء ليس لهم حق ليجعل أحداً خليفة لهم في الارض. إني جاعل في الأرض خليفة، إني جاعلك للناس إماماً، ربنا واجعلنا مسلمين لك، ربنا اجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيراً- وللأنبياء والإتباع من الأمة لهم حق للدعاء إلى الله الجاعل. وأما الإدعاء أو الطلب للأمامة والإستخلاف في الارض إنما هو عمل إبليس اللعين الذي استكبر على الله الجاعل. وأما الإدعاء أو الطلب للإمامة والإستخلاف في الأرض إنما هو عمل أبليس اللعين الذي استكبر على الله الجاعل للخلافة ومخالفة الخليفة المجعول، آدم. بني آدم كلهم خليفة في الأرض، الخاضعون لأمر الله ودينه وهم خلفاء مسلمون. والعاصون هم أيضاً خلفاء، ولكنهم طواغيت. والواجب على الخلفاء المسلمين أن يجعلوا وراء إمام لهم حتى يدعون به يوم ندعو كل أناس بإمامهم، أية تفرقة خارج هذه السنة خارج هذا السنة هو الخروج على دين الله في شئ، لعن الله اليهود من بني إسرآئيل لإتخاذ فرقة اليهوذية دينا لهم وقولهم " عزير ابن الله" وأضل الله النصارى لإتخاذ النصرانية دينا لهم، وقولهم المسيح بن الله. هذه التفرقة في الملة الإبراهيمي، هي التيى جعلت اليهود والنصارى المغضوب عليهم والضالين، وطردهم من إمامة الناس المجعولة من قبل أبيهم إبراهيم- إنيى جاعلك للناس إماماً، قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين، وأظلم الناس من يكتم شهادة الله، ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله؟ وشهادة الله وعهده على عاتق ذرية أبراهيم " ألا لله الدين الخالص؟" وألا يتخذوا من دون الله أرباباً. ولكنهم خانوا عهد الله وشهادته، وقالوا "كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا". وما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، بل كان حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين. ولكن الله جدد دينه وأنقذه من أيدى عابثي اليهود والنصارى الملعونين، وبعث خاتم أنبياءه محمداً على سنته، وعلى عهده مع خليله "ربنا وافيهم رسولامنهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم – ولكن العرب حديث عهدهم في الكفر، غيروا دين الله وبدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار، وافترو في دين الله العروبة، الأئمة من قريش، بني هاشم، وبنو أمية و، و، ثم ازدادوا كفراً، فرقوا الأمة في التشيع التسنن على حذو تفريق الملة الإبراهيمي في التهود والتنصر، وها هو نحن عليه اليوم، اليهود والنصارى أوتو نصيبا من من الكتاب وهم كفروا به وأصبحوا نصيباً من الكفر، وجاءهم وجاءنا كل الكتاب، ثم أنتم وإيانا كفرنا به وجعلناه مهجوراً، كما يقول الرسول يوم القيامة "يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً؟ فصارالكفر الكامل عندنا، فأثر الله اليهود والنصارى علينا وجعلنا تحت وطئتهم في كل أنحاء العالم، لأنه ليس في وسع اليهود النصارى أن يكونوا "أكبر شيطان في العالم "لأنهم أوتوا نصيباً من الكتاب. فلديهم نصيبا من الكفر والشياطنة لنبذه وراء ظهورهم، ولدينا وفينا أكمل الكفر والشيطنة، لأننا أوتينا الكتاب كاملا وكنا نؤمن بالكتاب كله، والكتاب يأمرنا أن نؤمن بالله واملائكة والكتب والرسل، ولا نفرق بين أحد منهم ، ونقول "سمعنا وأطعنا، ولا ولن نجعل أحداً أرباباً من دون الله، حتى الملائكة والأنبياء، ولكنا نحن تركنا دين الله الذي أكمله الله بمحمد خاتم أنبياءه، وافترينا أدياناً وذاهب لم يأذن بها الله، وأصبحنا عرباً وعجماً، ثم سنياً وشيعيا بعد أن كنا مسلمين على ملة إبراهيم الحنيف، على تعاليم خاتم النبيين محمد عليهما أفضل الصلوات التسليم.
لقد بدأ فشلنا من الإسلام إلى غير الإسلام ديناً بعد وفاة أبي بكر رضى الله عنه، وأبوابكر كان على فطرة الإسلام قبل بعثته محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً، إنه أسلم على يد النبي، كأنه كان ينتظره. واستقام الدين في كافة مشاعر الصديق بدون أي إرتباب وتذبذب، لو كان تلميذ النبي وربيبه على بن أبي طالب رضي الله سلكت أمور المسلمين والإسلام إلى مفترق الخطين، خط إلى دين لدولة، وخط إلى دولة لدين، وخلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه دفعت الدين إلى دولة، بدال أن تكون الدولة لدين، وخلافة عثمان بن قفان رضى الله عنه دفعت لادين إلى دولة، بدال أن تكون الدولة للدين وتحت الدين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الإعتراف لإخلاصه الكامل في الدين كان رجل الإثارة والإنفعال السريع، مع الضحل بدال التعمق المطلوب لإمامة أمة الوسط. الفتوحات السريعة في الأقطاب مثل فتح إيران والشام ومصر سببت سيول وفيضانات الغنائم والثقافات المعادية. والمصارعة بدأت تدحرج إلى المدينة، وما كان في وسع عمر رضي الله عنه أن يدافع عن هذا التدحرج، وبدأت أفكار وثقافة الجاهلية الأجنبية تنفذ في جذر المجتمع الجديد الذي كان يبني قواعده وبنيانه على الإسلام، وبدأ بناء قوائم دولة التي تحكم على الإسلام فيما بعد، بدأ عمر رضي الله عنه تعيين مستكبري العرب من الطلقاء وأبناء رأس الكفر والأحزاب عمالا لتدويل القطاب المفتوحة. لو لا على رضي الله عنه مثله كان على جانب عمر رضي الله عنه لغير الوضع سريعاً، ولكن مساندة سابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وإستشارة عمر رضي الله عنهم أعطت شيئا من الإستقامة لدولة جديدة، ولو كان موقتاً- عندما إنتقلت أمور المسلمين إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، بدأ متربصين العرب على الإسلام والمسلمين يسيطرون على المناصب الهامة، ويدفعون إلى الوراء المستضعفين الذين منّهم الله بالإسلام من الصحابة الكرام للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى إنتفل زمام الإمر في مصر والشام إلى أيدي العبثين الذين بدؤا بالمؤامرة ضد المركز بالمدينة المنورة، وقتلوا عثمان رضى الله عنه بها، ومبادرة هؤلاء الشرذمة الخبيثة كانت أستهدفت حتى لا ينتقل أمر المسلمين من عثمان رضى الله عنه إلى علي رضى الله عنه سليماً. لأن الإنتقال بهذا الطريقيرجع أمور المسلمين إلى أهله وصاحب بقية النبوة، ولا يكون لهم حول وقوة بعد ما يستقيم الأمر في يد علي بن أبي طالب. هكذا تورط حزب الشيطان وتأمر ضد حزب الله، حتى حدث ما حدث مع علي رضي الله عنه لأرجاع الأمر إلى أصله الثابت لديث عهد معارضيه في الكفر. في هذا تورطت فتنة النساء، فتنة أمنا عائشة رضى الله عنها وخروجها ضد علي رضي الله عنه، لنقصان عقلها، هي قالت لقتل عثمان رضي الله عنه "أقتلوا نعثلا إنه كفر" في نفس، وقالت في في نفس أخرى "إن عثمان قتل مظلوماً". هذه هي شاكلة إنسان، كل يعمل عليها، وبكت أمنا عئشة لزلتها، ولكن بعد فوات الأوان.
حسن بن علي رضي الله عنهما لم يدرك الأحداث وتطورها، كما أدرك حسين بن علي رضي الله عنه، لأنه كان ودع شاكلته جده الرسول صلى الله عليه وسلم وشاكلة أبيه علي رضي الله عنهما، حتى آثر موت العزة والشرف فلى حياة الذلة الهوان، وأعلن حقاً، أنه لا حج ولاجماعة بعد إضاعة وفقدان مقام إمامة إبراهيم الخليل، لاتي أكملها الله بخاتم نبيه إلى قيام الساعة، علىأيدي أبناء وأحفاد رأس الكفر والأحزاب، ودفن مع أمجاد جده وأبيه رضي الله عنه وعن أمثاله.
إنما الإسلام هو دين الله. وليس للأنبياء والناس دين، إنما أمرهم أن يتبعوا دين الله، كما إتبع أنبياء الله على أمر وحيه. وإنما الله هو وحده خالق كل شئ ومالك كل شئ – رب العالمين وغنى عن العالمين، فلا حاجة له إلى شئ ما، من اخلوق كلهم. والمخلوق كلهم فقير إليه لوجودهم وبقاءهم وفناءهم، والأنبياء والأولياء جميعاً عباده،ن والعبادة الخالصة لله هي في صالح العباد. فالأنبياء من آدم إلى محمد عليهم السلام، والذين اتبعوهم ويتبعونهم بأحسان إلى يوم الدين، هم "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون/فاعبدون". فلاحق النبي أن يجعل أمة خاصة أو شيعة له، بل أمر كلهم أن يدعو الناس إلى الله، ولا يدعو إلى نفسه، إنه جعل نفسه أربابا من دون الله، وندا و شريكا له، فهلك نفسه وخسر في الدنيا وخسر في الدنيا والآخرة، والعياذ بالله منه.
وأما التفرقة بين الناس شرقاً وغرباً، لونًا ودماً، فقراً غنى، أرضاً ولساناً، وأمثالها، كلها من عمل الشيطان، حسب قول اللعين، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلتهم- الآية.
إن الله ختم رسالته في الأرض وأكمل دينه الإسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة. والعرب غيروا هذا الدين بعد مضي فرن الرسول صلعم، حتى مسحوا بقية الدين بمقتل علي وولده حسين رضي الله عنهما، وتدنيس مسجد الرسول، وقتل أصحاب الرسول في واقعة حرة، وإباحة المدينة المنورة بعراض وعفة بنات الاسلام فيها، وأخيراً بأحراق بيت الله الحرام بمكة، أتم العرب حكما العودة إلى الجاهلية الأولى، وبقى أناس من عامة الناس في الإسلام، لا حول لهم ولا قوة لهم في بناء المتمع الإسلامي. فبدأ العرب فساد في الأرض بعد إصلاحها، بمغامرتهم في الأقطاب لغاية السلب والنهب، والإستلذاذ تحت و وراء لباس، وقناع الإسلام. لأن العرب الصعاليك ذاقوا طعم الملك والسلطان أول مرة في التاريخ. فإقتحام العرب وإغارتهم بعد إنتهاء الخلفاء الأربع، في عهد الأمويين والعباسيين شرقاً وغرباً، وجنوباً وشمالاًن وإحتلال أفريقا، أسبانيا، وبلدان آسيا الوسطى، ما كان إلا مغامرة العرب ومقامرتهم لجب الأموال الإستلذاذ بها، وبناء القصور الحمراء وأمثالها، عيثا تحت ستار اعباء الإسلامي، إفساداً بعد إصلاح الإسلام. الإسلام الذي لا مقام فيه للقيصرة الاكاسرة، صار آلة أبشع نوع الإستغلال في الأرض بملوك وسلاطين باسم الإسلام. وحكم المغول في القارة الهندية، وحكم الأتراك في العالم، ما كان إلا تمديداً لتلك العهود الفاسدة.
والكارثة العظيمة التي حدثت في غضون هذه الظورف والحوادث، هي إيجاد وإثارة فكرة السنة والشيعة في الأمة، من قبل الشيطان وإولياءه من بني آدم. وهذا الأز من الشيطان شاع فكرة السنة المفترى، وحب أهل البيت المزعوم. السنة المشروعة الوحيدة، هي سنة الله التي لا تبديل فيها ولا تحويلاً، وأهل البيت هم أهل بيوت الله وعياله. المسلمون والمؤمنون في الدنيا هم عابروا السبيل، وبيوتهم بيوت ربهمن، وبيوت ربهم، بيوتهم ومثابتهم فقط، ولا فير. لقد بوأ الله لإبراهيم مكان ابيت. وهذا البيت لإبراهيم وأهله لأيام عديدة، ولربه قيمة إلى قيام الساعة، وسواءن العاكف فيه والباد، ولذالك عهد الله إبراهيم وإسماعيل أن يطهرا بيته من دنس الشرك والمعاصي للطائفين والعاكفين والركع والسجود.
والدنيا لبني آدم دار عمل وسعي، وقل اعملوا فيسرى الله عملكم، وأن ليس للإنيان إلا ما سعى. فأمر الله خليله بتطهير أرضه برسابته، وتطيهر بيته قدوة للآخرين. وهكذا أمر الله موسى وأخاه أن يتبؤا بيوتا بمصر وان يجعلها قبلة لإقام الصلواة. وعلى هذه لاسنة الخالدة جعل الله بخاتم أنبياءه محمدا بياً أراد الله، يعني أحب الله أن يكون طاهرا من الأرجاس، كما أراد وعهد إبراهيم وذريته، أن يطهروا بيوتهم لربهم. وأهل بيت إبراهيم، هم الذين يوفون عهدهم، وإلا "لا ينال عهدي الظالمين". إن أولى الناس بمحمد للذين اتبعوه، هم أهله وأهل بيته، وهكذا، إن إولى الناس بمحمد للذين اتبعوه، هم أهله وأهل بيته، فسلمان الفارسى وأمثاله عماراً، زيداً، إبن مسعود، وصهيباً، كلهم أهله وأهل بيته، والذين اتبعوا هذا النبي الأمي، ويتبعونه بإحسان إلى يوم القيامة، هم جميعاً أهل بيت الرسالة. والذين كتموا، ويكتمون هذه الشهادة، لا ينالون عهد الله وعهد رسوله، مهما كان وضعهم في الدم السلالة، هم أظلم الناس، "ولا ينال عهدي الظالمين". فهل نقول بعده أيضاً، أن محمداً وأبا بكرا وعليا وعمر والأسباط كانوا سنيا أو شيعياً، كما قالت اليهود والنصارى " إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى؟" هذا هو الغلو والإفتراء جاءنا من وحي الشيطان وأزه، ليجادلنا يفرق بيننا، ويجعلنا على سير زمصير اليهود والنصارى المغضوب عليهم والضالين. ولقد جاءنا كتاب كامل من عند الله، فصَّله الله بعلمه هدى ورحمة لقوم نؤمنون، فهل ننظر بعده إيضاً للتأويل؟ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه ، قد جاءت رسل ربنا بالحق! وأمر خاتم الأنبياء بالتأكيد المبرم، "لا تكتبوا عني غير القرآن شيئاً، ومن كتب غير القرآن شيئاً فاليمحه". أحسن الحديث عن الرسول والرسالة، هو كتاب الله، وأدنى الحديث هو أقوال الرسول الصادقة، وأشر الحديث هو الأكاذيب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الاحاديث الموضوعة من قبل الوضاعين، أحسن. أحسن الحديث وأدناه، هو الذي يوحد الأمة ويجمعها، وأشر الحديث، هو الذي يفرق بين الأمة ويمزقها أنصاراً ومهاجراً، عربياً وعجمياً، شيعياً وسنياًّ.
الدين الخالص، يرفع به الله الذين آمنوا، كما رفع به الله بلالا، سلمانا، صهيباً وعماراً وغيرهم من المستضعفين، وكما رفع الأعراب وأبناءهم الذين كانوا أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله، وهو شفاء لمرضى المجتمع الإنساني. وأما إذا كان الدين غير خالص، يغير الأمور كلها، كما كان بعد المجتمع الإنساني، وأما إذا كان الدين غير خالص، يغير الأمور كلها، كما كان بعد إنتقال أمور الدين إلى غير أهله، بعد ما نسميها "الخلافة الراشدة". وأحدث المثل لفساد الدين، المزور المفترى وأثر الدين الخالص هو أن إيران قد قامت إلى ذروتها وقمتها عندما أعلنت بعد ثورتها، أن ثورتها إنما هي ثورة إسلامية، لا شرقية فيها ولا غربية، لا عربية فيها أو عجمية، ولا سنية فيها أو شيعياً، إنما هي فقط إسلامية. ولكن، عندما ذاب الزبد جفاءا، مكث ما في أصلها، أن الثورة هي ثورة التشيع، سقطت إلى أسفلها. في بداية الإعلان عن الدين الخالص، الشعب المسلم العطشان في العالم كله لإرجاع الإسلام الخالص في أوطانهم، تمنوا السقاية بعد ما كانوا عطشاناً منذ رحلة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والحكومات الفاسدة المستبدة زلزلت لهذه الردود الفعل، لو لا أنتم لجأتم إلى لاضيق بعد ما رحبت الأرض لكم، لكنتم إماماً للبعث الإسلامي في العالم بدون أي شك. ومثل آخر يؤلم هذا الفقير كل حين، هوالوضع الراهن في أفغانستان.إن الله أوضع فرصة لإبتلاء المسلمين في العالم حيث بدأت فيها عملية جراحية ليخرج الدم الفاسد من جسم المجتمع الأفغاني. لأن موقع أفغانستان أهم من ناحية موقعها، كمثل مضغة القلب بين إيران، الهند، باكستان، والبلدان المحررة من وطئة الروس.الدم الفاسد الذي بدأ ينزف من جسم أفغانستان، لوكنتم على إستعداد لتحويل دم طاهر نظيف من ثلوث الفرقة والتشيع، لحديث معجزة في الدنيا حتى اللآن. ولكنم أنتم بدأتم تحويل دم فاسد في أفغانستان على مستوى الباكستان والسعودية وغيرها. كأنه هناك بدأت مسابقة في تحويل دم مسموم في جسم أفغان المجروحة. الباكستان بدأت نقل دم المذاهب السنة، والسعودية بدأت تحويل دم الوهابية العربية المهيأمن قبل أمريكا الخبيثة، وأنتم أيضا ما تخلفتم في المسابقة، بل هيأتم – أو على الأقل – ساندتم مع الأحزاب الثمانية، لنقل دمكم الخاص، حذوالقذة بالقذة. فأفغانستان اللآن في هذا الوضع بأعمالنا وأعمالكم. فعين الله على الإرصاد، التي لاتدركة الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير. النبع النقي ينبع من المنابع النقية، وهي تصلح الأرض وزراعها. وأما النبع الفاسد أيضا ينبع المنابع الفاسدة. لقد بعث الله الرسل منابع للخير والصلاح، وختم هذا المنبع بمحمد صلى الله عليه وسلم،ورضي به دنيا إلى يوم القيامة. فمحمد، صلى الله عليه وسلم، أدَّى رسالته كما أمره ربه، فرفع به قوم أشد الكفر والنفاق إلى عظمةالإمام والوراثة، ووضع أئمة الكفر والأحزاب في ورطة الذلة والهوان. هذا هو ا لإصلاح في الأرض بعد الفساد. هاهو العرب غيروا المعائر، دخلوا البلاد وأفسدواها، وجعلوا دين الله دينا مفترى لهم، والله إستأصلهم من اسبانيا وغيرها. هذا بسبب إفسادهم بعد الإصلاح، هذا هو الإعتادي، والله لا يحب المعتدين . والذين يصلحون في الأرض بعد الفساد، وهم المحسنون. ألا إن رحمة الله قريب من المحسنين. لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
هذا الفقير إلى رحمة ربه، يرى بعين الإعتبار، أن الله العلي الكبير، أعطاكم فرصة، كما أعطى للسنين فرص للتوبة والإنابة، والرجوع إلى كتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذين يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به، ومن يكفربه فأولئك هم الخاسرون. ألاجل الذي أعطى الله للسنيين منذ أربعة عشر قرون، لم يستغله السنييون للرجوع إلي دين الله الأصيل، على أسس كتاب الله المنزل. والله أعطى لهم أيضا نموذجا للرجوع إلى الحق بعمر بن عبد العزيز رحمة الله، لإتمام الحجة. ولكن السنييون قضوا أجلهم مصراً على الحنث العظيم. حتى جعلهم الله جميعا "الفلسطينيون". المؤمنون يؤمنون على قول الله عز و جل "ألاله الخلق والأمر" له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، ولكن الكافرون الذين لا إيمان لهم بالله واليوم الآخر، يعتقدون أن الأرض ورثروتها، يعني " الطين والفلس" هو ملكهم، ليس ملك الله. إن مشكلة فلسطين وأزمتها، ليست مشكلة سكان أرض فلسطين فقط، بل إنها رمز شامل لقوم يدعون انهم "مسلمون". المسلمون المزعمون – الذين يمسكون على كيان حدود أرضهم وثرواتهم فوق الأرض وتحتها، هم ليسوا بمسلمين الذين يريدون الدار الآخرة وحسنتها، بل هم جميعا آثروا الحياة الدنيا، وأصبحوا فلسطينيون، مبلغهم العثور على إحتلال أرض، والسيطرة على ثرواتها. فلذلك الله المالك الحقيقي للسموات والأرض، بدأ نزع ملكية الأرض منهم، و طردهم منها الذين كفروا بعد إسلامهم، ويجعلهم تحت وطئة الكفار العالمى، لتكون عبرة لأولى الالباب. هكذا، قضوا السنيون اجل ربهم، واصبحوا معنويا الفلسطينيون، الغرباء في وطنهم، واحلوا قومهم دار البوار، يصلونها، إن لم يتوبوا، لعنة من الله، كمثل اليهود الذين إرتكبوا واقترفوا نفس المعصية، يعني بدلوا نعمة الله كفرا.
وها أنتم ياإخوة الشيعة، هذه اول مرة، أعطاكم الله أجلا بالحكم لكم في إيران، ليبلوكم هل أنتم مسلم أولا أو شيعا أولا، تمكنكم على مهام وشؤن الحكم على إيران بعد طرد الشاه، بثورة من الله فى وقت يبدو أنه وقت" وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" ليبدل إمامة الأمة التى سميت لأمة الإسلام فى الحقيقة. لأن امة الإسلام هى واحدة من البداية إلى النهاية. كمثل الأنبياء،إذا جمعنا هم فى مكان على أمر، لايسمع منهم إلا كلمة واحدة وصوت واحد. او كأنما أعطاكم هذ الأجل فى أرض إيران وعلى سلطانه، لإرجاع سواد الأمة من العرب والسنة إلى اصلها الثابت، كما بعث الله عيسى وأتباعه لإرجاع بني واسباط يعقوب الذين تهودوا من الإسلام. ولكنهم، بأز الشيطان ونزغه، تنصروا بدلاً أن يرجّعوا اليهود إلى الإسلام وبدأ الشيطان إضلالهم بالغلو في عيسى عليه السلام و أهل بيته، حتى دفعهم إلى خرق وخرص التثليث بالله وعيسى وأمه مريم. وهذا الفقير إلى رحمة ربه يخاف عليكم أن الشيطان اللعين لا يصيدكم بنفس المكر والحيلة، ويغرقكم في تقديس وتطهير أهل بيت، التخميس في إزاء التثليث، وفي هذه الورطة أنتم تنسون رسالتكم، وتطمئنوا بتشيعكم في حدود فلسطينكم، يعني سلطتكم على دولة إيران على مذهب الشيعة، بدلا أن ترجعوا المسلمين إلى الوحدة الإسلامية من التفرقة والتمذهب، وتكونون مثل النصارى، وتبقى السنة كمثل اليهود، ويكون قدر الله ليزيلنا من الأرض، ويصدق فينا وفيكم توعده "إن يشأ يذهبكم ويستخف من بعدكم ما يشاء، كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين، إنما توعدون لآت" والعياذ بالله منه.
إن الله شرح صدر عبده هذا للإسلام، فهو لا يفكر إلا في الإسلام الحنيف، الذي ليس فيه اليهودية والنصرانية، كما ليس فيه التسنن والتشيع. من هذا المقام، أنا بدأت رقاب الأوضاع والظروف في العالم. وخاصة ما يقال العالم الإسلامي، ولي في هذا الأمر أربعون سنة بدون أي إنقطاع، لا أريد به إلا رضا ووجه ربي، ونجاتي يوم القيامة. وشؤون إيران والتطورفيها كانت من أهم مواضعي، حتى أكون شاهداً لها أو عليها أمام ربي يوم الدين.
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله، أولئك في ضلال مبين، الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذالك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد، صدق الله العلي العظيم.
أسأل الله لي ولكم أن يجعلها ممن شرح الله صدره للإسلام ديناً، ويجعلنا على نور منه، ولا يجعلنا من القاسية قلوبهم من فهم كتاب الله، ويجعلنا من أتباع أحسن الحديث، ويلين به جلودنا إلى ذكره، وهو الهادي إلى سواء السبيل، آمين.
يا إخوة العلماء الأفاضل، إن الله هو الحق، هو يرسل بالحق إلى أهله. صاحب الحق، وأهل وعيال صاحب الحق، ليسوا سواء، شتان الفرق بينهما. إن الله اصطفى إبراهيم للحق، ولكن بعدما إبتلاه بكلمات، فلما أتمها إبراهيم، قال إني جاعلك للناس إماماً، قال إبراهيم، ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين. إذن، الحق يأتي إلى أهله، ولا يأتي إلى أهل بيته، حتى لا يكونوا على عهده ووفاءه، ويأتي هذا الحق إلى غير أهل بيته أيضاً، إذا كان على عهد صاحب الحق.
إن محمد بن عبدالله كادح إلى ربه كدحاً على دعاء وعهد أبراهيم، جده، فأتاه الحق من ربه. ما أتاه الحق رقيشيا أوهاشميا. علي بن أبي طالب كان إبن عم محمد صلى الله عليه وسلم، رباه ربيباً، فأحسن تربيته، ثم اتخذه ختناً له. فإذن، علي رضي الله عنه متبع صاحب الحق والرسالة. أبي طالب وعباس، هما أبناء عبد المطلب، أبو طالب كثير العيال وقليل المال، يربي إبن أخيه اليتيم محمداً في بيته. وعباس ابن المطلب، أبيطالب كثير العيال وقليل المال، يربى إبن أخيه اليتيم محمدا فى بيته . وعباس ابن عبد المطلب صنو والد محمد، عبد الله بن عبد المطلب. و لكن عباس يزاول فى الربا مع رأس الكفر والأحزاب أبوسفيان، واشتهر أخدانا لهند، زوجة ابوسفيان، حتى معاوية يعزى إليه. إبن عباس أيضا إبن عم محمد صلى الله عليه وسلم. و لكن هذا عبد الله بن عباس الذى ولد وربى فى بيئة بيت غير بيئة على رضى الله عنه، فهذا العلى يرجف فى الشتاء القارص فى كوفه فى ثوب خفيف، ولا يستعمل ثوبا من بيت مال المسلمين، خوفا على أن لا يكون على ما كان النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا عبد الله بن عباس، إبن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عم على، يغدر عليا عندما رأى أن الحكم لعلي لا يستقيم كما كان هو يحب، و يفر بما لديه من مال بيت المسلمين، ويشتري به الجواري ويرتاح بمكة، ويعود علياً بالإلتحاق مع معاوية إذا اصر على إستعادة أموال بيت المال. فهذا الفرق لا يمكن إذا كان البيت يصنع الرجال، أو كون الناس أهل لبيت، يجعلهم سواء على الحق أو الباطل. فهذا حمزة، عم النبي صلى الله عليه وسلم، يفدي نفسه لله ولرسوله، ويقتل أعداء الله في المعارك، وهذا عباس، يلتحق مع الرسول في طريقه لفتح مكة، ويدبر نجاة صديقه أبو سفيان، رأس الكفر والأحزاب! لا يجعل البيت رجالاً، إنما يجعل الإيمان والتمسك به الرجال الخالدون. فهذا حسن وحسين، أبنا علي وفاطمة، فلذة الكبد الرسول وسبطي الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل هما كان سيان في عبء المسؤولية وإدراكها؟ حسن يصالح مع معاوية بالتنازل عن الحق، وحسين يسود وجه الباطل بموقفه ضد الباطل بشهادته إلى يوم القيامة؟
الله أعلم حيث يجعل رسالته وخلافته، ولا أحد غيره يقسم رحمة ربه، ولا المصطفى، والمجتبى، والمرتضى، يجعل في أحد خلافته أو ولايته. فيا إخوة، تعالوا إلى الله الذي يصطفي، يجتبي ويجعل أمره وحكمه في من يشاء من عباده. ونحن في مرحلة التكميل والإتمام للدنيا وحياتها، والله ينقص الأرض من أطرافها، جعل الله العرب الفلسطينيون تحت أقدام اليهود والنصارى، جعل أهل البوسنة في حرب الإبادة لما افتروا في دين الله، جعل مسلمي الهند تحت المذابح لعباد الأبقار، وجعل صداماً في المطحنة بعدما فشلتم في تحطيم رأسه بحرب دام ضده لثماني سنوات، وقلتم سحقا سحقاً بالأقدام، سنحطم رأسك يا صدام. والله هو يعزو و يذل. بلد السنة المزعومة الباكستانية في حال نزاع. هي البلد الذي أسس لقيام نموذج للمجتمع الإسلامي الأصيل قبل حوالي خمس و أربعون سنة. سنيوا الهند أقاموا دولة في زعامة شيعي ملحد، محمد علي جنَّاح. مثل محمد رضا شاه كم. كيف العجوبة والسخرية مع دين الله؟ الظروف الرهانة في البلدان السنة والشيعة، هي تعبير عن قول الله العلي الكبير، إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون، والعياذ بالله من سخره.
فهل عرفتم بعد، وضعكم وظروفكم في العالم، يا إخوتي آية الله في دولة إيران؟ أنتم و بلدكم محاط بقدرين، لا ثالث لهما. إما إلى إتمام نور الله في الأرض بنصرالله وفتحه ولو كره الكافرون، وإما إلى عذاب الله لا يعذبه أحدا في العالمين. لأن الله من عليكم هذه الثورة، كما من الله حواري عيسى بمائدة من السماء. هذا الفقير كان عاكفاً بين بيتي خليله إبراهيم بمكة، وبيت نبيه محمد عليهما أفضل الصلوات التسليم، بالمدينة المنورة أياماً كان الله يهيأكم بالفتح على الشاه، العميل لليهود والنصارى الإستكبار العالمي، ودعوت لكم وتمنيت لكم، وفيكم نبوءة خاتم الأنبياء، "لو كان الدين عند الثريا لتناله رجال من الفرس". وعدت من هجرتي من مكة المكرة والمدينة المنورة الى بنغلاديش لأعد مهداً لأصالة ثورتكم في بنغلاديش، وقد كنت قدمت شيخاً من أقاربي المغفور له مولانا محمد الله حافظجي حضور في الميدان لأجرب خصبة الأرض، وكنت في مسافة بعيدة من أنظار عامة الناس، لا يشخصني عمال الطواغيت. حافظجي ما كان في السياسة أبداً، وما كان له ديارة وخبرة في هذا المجال. ولكن مدخله أعطى هزة قوية في سياسة بنغلاديش في هذا اللحظة هو سقط في دائرة المكاره الوسواس، لعدم خبرته في المجال وكبر سنه. أنا كنت معه في سفره إلى إيران على حسابي على طلبه الخاص. وقابلت معه زعيمكم الرحال الخميني رحمه الله، زعيمكم الحالي السيد علي الخامنئ، رئيسكم رفسانجاني، وكبار آية الله في قم، آية الله منتظري، شهاب الدين مرعشي، وگلبیگنی وغيرهم، وعدت حذراً بعد أن كنت متفائلا ميموناً قبل سفري، وذالك بعدما قابلت وأجريت المحادثات مع ما تسمون الروحانيون والسياسيون. الآن أنا بدأت أن أكتب لكم هذه الرسالة لأحاسب نفسي وأنفسكم قبل أن يحاسبنا الله يوم القيامة. ولا تبقي لنا فرصة يومئذ للإصلاح والإستعتاب.وأشهد الله أنه لاقصدلى فيه إلا التواصو باخير والإهتمام بأمور المسلمين، إنه يعلم ما تكن الصدور، وهو خير الشاهدين.
إيمان المؤمن "وما النصر إلا من عند الله". جاءكم النصر ضد الشاه من عند أن تكونو اكثر خضوعا. ولقد اعتدى عليكم صدام جارحا، واحتل راضى إيران، واقترف هداما وحشيا على المدن والقرى. ولكن الله منَّكم بتوفيق منه لطرد قوات الجارحة واسترداد آرضيكم من إحتلالها. وكان أنسب لكم أن تتوقفوا القتال من جانبكم بدون إصرار على فتح بصرا إتلاف مئات من الالاف من الناس. حتى تكون لكم اليد العليا في رأى الناس،"أن إيران الإسلام لا تريد إحتلال إراضى الاخر، بل أرادت استرجاع أراضيها ولا غير"، ولكمكم اجريتم الحرب الدامية حتى رمى صدام بالقاذائف أمطارا على طهران، وأجبركم على وقف القتال. هكذا ذهب ثقل جبهة القتال ضدمن. وفي مقابلتنا مع الإمام خمينى رحمه الله، وجدناه مصرا ضد صدام على حد التوتر. فبدأ عندنا أنه كان لدي قيادتكم قوة الحلم والتحمل أقل مع الإيمان القوى، حتي لو كانت لديكم الأسلحة الهدامة التي كانت لدى صدام، لاستعملتموها ضد صدام بدون أى تردد، وفي جانب اخر، أن لدي صدام كان الحلم والتحمل أقوى مع أضعف الإيمان أو عدمه، حتى هو ما استعمل سلاحه الخطر ضدكم التي إستعملها ضد السعودية وإسرائيل في أيام أزمة كويت مع القدرة لديه. هطذا ذهب ميزان الحرب على جاتب صدام بعد أن كان على جانب إيران.
إيران فشلت إخضاع صدام الى الخنوع للسلام بحربها لثمانى سنوات. ولكن عندما دفع الله صداما بخيرمكره للإستسلام الى ايران، واللجؤ إليها، إيران فشلت في إستغلال هذه الفرصة في صالحها، بل أثبتت ضيق صدرها في أيام مواجهة صدام لقوى الطواغيت العالمى. إن العزة والقوة لله جميعا، عندما يعتز العبد بغير الله ذل. إن العرب كفروا بقولهم "العزة للعرب". إن صدام الجارح أعد بالسلاح والعتاد والأوتاد، حتى استقرت عنده القوة المادية، ولكنه كان عاريا من إيمان المؤمن الصادق، والروح المؤيد بروح الله، فأزه الشيطان مرة للإعتاداء على إيران، ومرة اخرى على الكويت، لو كان صداما مؤمنا، أوأعلن توبته إلى دين الله حنيفا، وبؤهن بعمله لسنة أو مثلها، ثم انضم الجزيرة العرب كلها، السعودية، الأمارات، العمان واليمن الجنوب والشمال، لأستقبله الشعب بالأناشيد مثل "طلع البدر علينا" وجمع كافة الجمهور حوله كلبنيان المرصوص. هذا العبد الفقير طوال إعتكافة في مهبط الوحي والمدينة المنورة لمدة تسع سنوات، إتصل مع ظواهر وبواطن الصادر والوارد في ديار المقدسات، ونال منهم دعاء صميم فوادهم، "ربنا اجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنامن لدنك نصيرا". هكذا، لوكانت الإيران على ما أعلنت عن إسلامها الذي حمل رسالة ثورتها إلى الشعب المسلم في أنحاء العالم الذين يقاسون تحت حكم الطواغيت في بادانهم من إندونيسيا إلى المغرب، وتبرهنت بإعلانها وعملها بداخل إيران من الممكن التدخل من قبل أعداء الإسلام لمنع هذا التدحرج وإيقاف هذه الأمواج، لأن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. لو كان صداما أيضا مؤمنا كما آشرت إليه، بدلا مما هو، لما بقي لآل سعود وآل صباح همسا وركزا في الأرض في مدة أربع عشرون ساعة بعد الإنضام الإسلامى، ليدعوا آلهتهم اليهود والنصارى للإغاثة، وما بقيت بوصة من الأض في الجزيرة وأطرافها لهبوط طيارة وأو جندي من أمريكا وحلفاها.إذن، ليست المسئلة والمشكلة كيد الأعداء ومكرهم، بل المسئلة الإيمان و الصدق والوفاء فيكم و فينا على السواء. نحن إتخذنا آلهة من دون الله ، أو إتخذنا اربابا مع الله على الأقل، وافترينا دينا غير دين الله، ونعلم الله هذا الدين. ولما نؤذى لعملنا هذا، نجعل فتنة الناس كعذاب الله. أو ليس الله بأعلم بما فى صدورنا؟ أنا اشهد الله، كلما حديث علينا من الكوارث والنوائب، و مستنا القروح ، ليست بسبب كيدا لأعداء- أعداء الله ودينه، بل إنما هى حزاء فساد إقترفنا نحن فى الأرض بعد إصلاحها، ليذيقنا الله تعض ما عملنا بالاصرار على الحنث العظيم. فصدام وعراقه ، وقع فى قفص حديد لا يمكن افراجه حتى لايفرجه الصيادين لصالحهم أو مصالحهم. لا تفرحوا يا إخوة الأفضال على حكمومة إيران! إن هزيمة صدام ليست كرامة لكم، لأنه إعتدى و غدر عليكم، بل هى دفع الله الناس بعضهم ببعض. أنظروا فى عمق الأحداث. العرب كلهم موبوطون تما ما بحزام سقطوا فيه بخيرتهم واستكبارهم عن دين الله. أرباب هذا الحزام – الطواغيت المتحجة- يشدون و يضيقون هذا الحزام بالإستمرار حتى لايبقى للعرب حول ولا قوة للخلاص عنه. فيبدو عند هذا العبد الفقير، أن قضاء الله وقدره أذهب عن العرب نعمة سيادة الأمة – إن يشأ يذهب م و يستخلف من بعدكم ما يشاء ، كما أنشاءكم من ذرية قوم آخرين. لأنهم خاصة- قادة العرب وحكامهم بدلوا نعمة الله كفرا، وأحلوا قومهم دار البوار- حافة النار.
فإذن، الآن مذا وضعكم؟ حزام طواغيت العالم على حدودكم الغربى.لا مخرج لكم ولا مدخل لكم إلى الغرب اومن الغرب . غربكم مسدود حتى لم تةافقوا وتحالفوا مع الطواغيت تاركا دينكم لديناكم. وإلا يراقبون فيكم إلا ولا ذمة. وإذا وافقتم ووقعتم في نفس الحزام، فشأن الفرس شأن العرب. وإلا أنتم دائماً في إرصاد الصياد الألد. في لحظة يحس المتربص فيكم خطراً لهم، يقتحم عليكم الطاغوت مع الحلفاء. إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية لا ولن تحسن وضعكم في المنطقة، بل بخسرون نصر الله وفتحه للمداهنة والتعاون مع أهل الإثم والعدوان. إن الواجب على المؤمن، والقوة المؤمنة، هو التوكل على الله والتمسك بتقوى الله، والعمل بكتابه المنزل على إتباع نبيه. إن نور الله الذي أنقذ إبراهيم من نار نمرود، هو الذي ينقذنا من جميع مكايد ومكاره القوى الطواغيت الحاشدة في الحدود. وفي شمالكم الأفاعي من الروس الكافرة تنفث ضدكم السموم، حتى لا تيتطيعو توسيع أثر ثورتكم في البلدان التي اُفرجت واُطلقت من حزام سوفيت الخبيث، بعد تمزيقه. فإذن، شمالكم أيضاً مسدود ومختوم. وفي جنوبكم مياة البحر. وفي شرقكم أفغايستان المجرومة من الحروب. فلأمر الواجب على قوة مسلمة تؤمن بالله والملائكة واكتب الرسل، ولا تشرك بالله شيئاً، أن تمرض وتحول دماً طازجاً، بدلا أن تصعى إليها بسكاكين القصاب لقطعها في أوصال، وصلة لقصابي المذاهب الأربعة، وصلة لقصاب السلفية السعودية العربية ووصلة لقصابي العصابة الثمانية من الشيعة و، و، و، فما يبقى للإسلام الذي يدعو عبادالله إلى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تتفرقوا؟" ها هي أفغانستان التي كاد أن تحقق فيها ثورة إسلامية لولا الفتنة التمذهب أفشلت ثمار حركة الجهاد الذي قادها السيد أحمد بريلوي الشهيد وأتباعه. أنا أعتقد أنكم تعرفون وضعكم وموقعكم. ولكن لاتحسونه بجدٍّ وإهتمامٍ بالغٍ لأسباب لا أعرفها. نيران الحرب في مغربكم، في شمالكم وفي مشرقكم، وفي جنوبكم مياه البحر المالحة، وأنتم عدداً، في ما يسمى العالم الإسلامي، خمسون أو ستون مليون فقط، ولا أكثر. فماذا هو الحل والسبيل إلى النجاح؟ أنا أخاف عليكم أشد الخوف لرد الكرة عليكم في أعنف وأقسى شكل مما وقع على الشاه المقبور الشرذمته. لأنه كان ولي الشيطان وخليفته في الأرض- والذين كفروا أولياءهم الطاغوت. فطواغيت العالم هيئوا للشاه وحواشيه الملاجي، ولكن لكم ولنا، لا ملجأ إلا إلى الله. فطواغيت العالم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمةز هذه الحقيقة اجبرتني أن أكتب لكم هذه الرسالة، ورسالة الآمال والمحاذير، أو- رسالة البشارة والإيذار. لإني أعتقد نفسي عبداً لرب العالمين، وحدود وطني، هي حدود ملك ربي، عائلتي وعشيرتي، هي العالم الذي يدعى بعالم الإسلام، ولي حق التصرف والتدخل في كل شئون المسلمين. وللمسلمين أيضاً لهم حق في شئوني على السواء. فلذالك لا أخاف في الله ودينه لومة لائم، في التشجيع أوفي التنقيد، وأسئل الله أن يكون عملي هذا زادي وشهادتي يوم القيامة.
وضعكم الآن- حكومة وشعباً- أنكم تراجعتم واضحاً من رسالة الثورة التي أعلنتم، " أن إنبثاق إيران إسلامي لهدف وغاية، وهي إعداد إيران منطلقاً لمسيرة لا تقف ولا تبدل طريقها حتى تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله في مشارق الارض ومغربها". ولكنكم غيرتم أنفسكم، ونقضتم غز لكم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، بعد ما عاهدتم الله بالإيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. وأنتم الآن جولتم الإيران تماماً إلى وطن، بدلاً عن كل ما أعلنتم في البداية وبعدها، حتى إسقر الحكم في أيديكم، ثم آثرتم مصالح وأيمان سياستكم دخلا بينكم لغاية أن تكون أمة هي أربى من أمة في مصالح الدنيا. وأمرالله الوضح لعباده المؤمنين "إعملوا فيسرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "إن الله يعلم ما تفعلون. ونحن أيضاً من حيث عباده المؤمنين الذين كنا ندعو الله وننتظر لإشراق نور من آية ناحية من أنحاء العلام، لإتمام نوره في الأرض ديناً وحكماً، إستقبلنا إنقلاب إيران ببالغ الترحيب والقبول، وبدأنا نراقب تطور الأحداث هناك. لأن نجح إيران - لا جرم – يكون منطلقاً لنجاحنا. وفشل إيران، لا سمح الله، يكون مسوداً لوجوهنا، ويبرهن لإعداء الله المؤمنين عدم إستطاعة الإسلام جوهراً لسياغة وسيادة العالم. رأينا ثورتكم مولوداً جديداً، طفلا نامٍ، ثم الآن شاباً. إذ قارننا إنقلابكم مع نمو علي بن أبي طالب في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا نرى؟ طفل في ثماني بدأ ينمو في بيئة تربية لاإسلام، فلما وصل إلى الشباب في عمره سبعة أو ثماني عشر، فماذا نرى فيه؟ أليس هو يبارز الكفر في الميدان حيدراً مع زملائه من المسلمين السابقين والجدد تحت قيادة النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم نرى الشاب علي رضي الله عنه يعد نفسه للإستيلاء على الحكم بعد النبي صلى الله عليه وسلم لإهل بيته أو بني هاشم، ويسعى وراء الطلقاء وأبنائهم، أو بنى أمية يصالح ويسالم؟ فماذا عمر إنقلابكم الآن؟ فماذا شأنكم من علي رضي الله عنه أو تعاليمه، وأنتم تدعون ميراثه؟ فاعتبروا يا أولي الأبصار! فماذا يشير إليه مبادرتكم ومساعيكم للصلح والتفاهم مع الملوك الأمراء، آل سعود، آل صباح وحتى صدام الآن؟
هذه المؤشرات كانت في البداية تدل على تعبانكم لما أصابتكم من القروح في الجبهات. ولكن الآن يبرهن على تراجعكم من أصل المواقف. مس القرح لا يبرر للمؤمن التراجع، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم فرح مثله؟ فإذن، فلا داعي لكم لما أنتم عليه من التراجع بحتاً.
إن لم تتوبوا وترجعوا إلى الأصل الثابت – يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت – ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء، فلا نرى لكم خيراً، بل، رد الكرة عليكم، عاجلاً وآجلاً. فالعياذ بالله منه، لا سمح الله، إن لم ترجعوا قبل فوات الأوان إلى الموقف الأصيل، وعضوا عليه بالنواجذ، بل بالعكس أنتم تصرون على التراجع وتظنون وتبحثون فيه عافيتكم في الدنيا، فلا عافية لكم في الدنيا والآخرة، لأنكم جعتلم الله عليكم كفيلا في المدخل، وهذا التراجع يزل قدمكم بعد ثبوتها، وتذوقوا السوء والبأس بما صددتم عن سبيل الله، وبعد ما رحبت لكم الأرض بنصر الله وفتحه. ميلكم إلى العافية وخوضكم سياسة الآخرين، يجعلكم مسؤولا عن كل نفس من الملائين الذين قتلوا، ويكون دمهم على ذمتكم، لأنكم دعوتم الناس لطرد الشاه وإقامة حكم دين الله المنزل على أرض إيران، ثم لجعل إيران قاعدة ومنطلقاً، لثغور تطهير أرض الله من حكم الطواغيت والجاهلية. ولكنكم عندما تقتنعون بحكمكم على البلد، بدلاً عن الشاه، ويرون الناس ونحن أيضاً نلاحظ معهم أن ما حدث في إيران جوهرياً، هو إنتقال الحكم من أفراد العائلة البهلوية إلى أصحاب العمائم العباء، واستعمل الدين في سبيل هذا الإنتقال مخدراً حيث خرج الناس في الشوارع، وذهبوا إلى الجبهات، وأضحوا أنفسهم بمئآت الألوف. أهذا لكسب حكم الدنيا؟ ومتاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن اتقى، ما عندكم ينفد، وما عند الله باق.
الدين وثورته لشفاء الناس والمجتمع من شقاء الدنيا، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. والذي يفسد ويرميهم إلى شقاء الدنيا ليس هو الدين ولا ثورته، ولكنه دهاء وخداع باسم الدين، بل محاربة الدين بالدين. جعل الدين يتيماً ضالاً عئلا محمداً رسول الله رب العالمين، ومحمد صلى الله بدل به عماراً، بلالاً، وزيداً، صهيباً، وأمثالهم أعلاماً من الناس الخالدون. وأما الخونة لهذا الدين- عرباً وعجماً، بنو أمية، بنو عباس، بنو أتراك وبنو مغول – إفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، مثلما أفسد بنوا إسرائيل بعد إصلاح إبراهيم وموسى عليه السلام. إضطهد جمال عبد الناصرعلى أفراد الإخوان بكل قسوة وشراسة. قتلهم، شردهم، سجنهم وعذبهم. ولكنه فشل في إطفاء نورهم. بل كلما زاد الإضطهاد والتعذيب، زاد النور يلمع يرمي بالنيران على ظلمات الجهل والطواغيت. ولكن عندما قبل الإخوان العون والتعاون من قبل ملوك العرب وشيوخيها في محاربة جمال عبد الناصر وأمثاله من الطغاة المعلنين، أفسدهم أموال المنافقين إلى حد لم يبق فيهم إمكانية إمكانية الإصلاح. وملوك وشيوخ العرب صادوا طيران بسهم واحد- حاربوا عدوهم الأصلي، يعني الدين بالدين. وحاربوا المستبد الجارح بأصحاب الدين عوضاً بالمال. لو لا هذا الخطأ الإجتهادي في صف الإخوان، لاختفل الوضع في الشرق الأوسط تماماً مما هو الآن. الصبر والمصابرة في سبيل الله، هما من أهم أدوات بلاء وإبتلاء الله في الأرض. فمن فاز فيه، فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن خسر فيه، فقد خسرخسراناً مبيناً.
لقد من الله على هذا الفقير بشرح صدره عن هذا البلاء. كنت فى سياسة باكستان مباشرة، حتى كنت عضواً فى لجنة كبار السياسين فى المركز، وتركت سياسة القومية و الطنية تطليقا فى عهد أيوب خان المستبد، بعد ما أيقذت أنه لابقاء
لباكستان تحت تلك السياسة الشيطانية. إثناء حياتى فى السياسة القومية، هدانى الله أن أجتنب نت العبث بأمول الناس. وما أكلت منها شئ حتى لا يد سنى السحت، وأكل أموال الناس بالباطل. هكذا، بعد ما هاجرت أثر تمزيق باكستان إلى ديار المقدسات، وجدت بلد مكة المكرمة، ومدينة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم تحت إحتلال أشر قوم واسوآة ليكون إمام وخادمها لملة إبراهيم الحنيف. فأبرمت أن لا أكل من عطاياهم، بل إجتنبت منها بكل إحتياط ما فى وسعى، حتى حفظنى الله من دسها، و حفظ دمى، لحمى و عظمى من إحسان الخبيث، لأن الإنسان عبيد الإحسان. هذا المنهج لحياتى أعطانى الطمانية إلى حد كأنما كتب الله الإيمان فى قلبى، وأيدنى بروحه ، وبهذا كنت أنجى ربي فى قيامى و قعودى وجنوبى ، وأتلذذ صحبة أرواح أولوا العزم من الرسل، فى بيئة بين قوسى بلد بيت الله العتيق، و مسجد ومرقد خاتم أنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.و لو كان الدين عند الثريا، لتناله رجال من الفرس،- سلمان منا اهل البيت ، لمديت قيامى ومكثى فى ديار الحبيبين ، إبراهيم و محمد عليهما أفضل الصلوة والتسليم. ولكن حدث ماشاء ربي، وبدأت أرقاب الأحداث فى إيران أثر الإنقلاب، هل هو إسلامي حقيقى، أو هي إضافة قتنة أخرى ؟ هذه الرسالة لإستنباط و إستخراج جواب هذا السوال . قلبي مطمئن بفضل الله وعونه أنه قدحان وقت ظهور الإمام الذى يتم به الله إقامة مجتمعة نوره الذى أتمه منهجا بخاتم نبيه صلى الله عليه وسلم . والاحداث فى العالم الغربي ايضا تشير إلى عودة سيدنا عيسى عليه السلام قريبا.
دراستي ومراقبتي لتطورات الأحداث في إيران، ونتائجهاقد ألمتني شديداً حتي صممت أن أكتب لكم هذه الرسالة المفصلة لي أعرف ما لها وما عليها. المؤشرات التي وصلتني، أو تصلني ليست مشجعة إلى الآن، بل هي على عكسها. المؤمن مراة المؤمن. فهذه هي بعض عكسات ومعاكسات رأينا ونراها فيكم، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله.
1) إنكم خرجتم في ساحة العالم بعد الثورة مثل الأسد الذي يخرج من مخبأ غار، وبدأتم تهددون العالم بدون أي مبالات، وفتحتم جبهات، وخسرتم تقريباً في كلها، وتراجعتم من الساحة إلى المخبأ مثل الفار، ولكن بعدما أفسدتم من تعاونوا معكم. فتحتم جبهة قتال في لبنان تحت لواء عصابة التشيع والتحزب. والنتيجة، إضافة في سفك الدماء وإضافة ألآف من قوى الإسلامية، وصرف بلائين من أموال المسلمين إسرافاً وبداراً إضافة على فعلتم في جبهة قتال مع العراق. هذا النزيف من الدم والأموال، صغركم إلأى نصف حجمكم، إن لم يكن أكثر. فأصبحتم تعباناً في الداخل والخارج. فلم يبقى لكم حول ولا قوة لنشر رسالة الثورة على نطاق مطلوب. لقد جاءكم النصر من عند الله لإتاحة الشاه الظالم. ولكنكم زعمتم أن لسواعدكم حصة في الإنتصار, هذا مما لا يحبه الله ولا يسمح في العباد. العقيدة اللازمة والإيمان الحاسم للعبد " وما النصر إلا من عند الله". خرج النبي فارا من مكة إلى المدينة. جاء النصر في وقعة بدر. زعم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن لسواعدهم فيه شيئ، فخرجوا ومعهم هذا الزعيم إلى اُحد. فضربهم الله حتى أعادهم إلى الأصل الثابت. ثم أعطاهم النصر بعد النصر حتى جاءهم الفتح المبين بفتح مكة، فأنساهم الشيطان ذكر ربهم، فظنوا أنهم على شي البتتة بعد فتح مكة. فضاقت عليهم الأرض بعد ما رحبت ثم ولوا مدبرين، فانزل الله سكينته على رسوله وأنزل جنودا منه، وأثاب المسلمون بفتح بعد فتح حتى نهاية قرن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما كان في يدايته بعد أحد، وختم به سنة الله لأمة الإسلام، أن قوة الإسلام تخرج من الغار فاراً، مثل الفار إلى الساحة ، ولكنها تسيطر وتنتشر في الساحات مثل الأسد. فحمزة وعلي رضي الله عنهما صار أسد الله وأسد رسوله الخالدان مثلا لنا.
2) جبهتكم في لبنان تحت أسماء حزب الله وغيره، كان لغاية تقوية وضع المسلمين في لبنان ضد المسيحيين، ومساندة ومساعدة لفلسطنيين في لبنان، وفلسطينيين في الأراضي المحتلة، حتى لاإنتصار في تحرير القدس. ولكن الفلسطينيون الذين ليس لديهم أي هدف لتطهير أراضى المقدسات من دنس الكفر، بل كان أول وآخر قصدهم هم تحرير أراضيهم الإستماع بها، بدلاً عن اليهود. يعنى مبدأ الفلسطينيين ومنتهاهم وهو إحتلال الأراضي والإستيلاء على ثرواتها، مثل اليهود. غايتهما مثلنا ومثلكم، يعني، فلسنا فلسنا، وطيننا طيننا، الفلسطنة، لا لتحرير أرض الله الذي له ملك السموات والأرض، ولا لجعل أرض الله واسعة لعباده المسلمين، سواءن العاكف فيها والباد، وأن الأرض يرثها عبادالله الصالحون. إذا كان إحتلال الأرض جريمة بنفسها، فإذن، نحن وأنتم جميعاً مجرمون، نحتل أرضى الله بغير الحق، لا نؤدي أمانته، ولا نعبده مخلصة له الدين. لو فرضنا أن للمجرمين أيضاً حق، فالمجرمون القدماء هم أحق به. واليهود الويم في فلسطين هم أبناء اليهود القدماء، الذين طردهم العرب من أراضيهم بعدما أسلموا، على حق الإسلام، ولكن بعدما عاد العرب عرباً بعد إسلامهم، عاد الحق إلى صاحبه القديم، يعني اليهود. مثلما أنتم أتحتم بحكم الشاه الذي كان شيعياً وفارسياً، ولكن هو ما كان مخلصاً في دين الخالق، الآ له الخلق والأمر. فاستحققتم طرده من حكم البلد، وطردتموه على الحق، وذلك أنكم تريدون أمر الله وحكمه على أرضه. ولكن- لا سمح الله – إن أنتم تراجعون عن هذا المبدأ، وتقتنعون انفسكم على حكم البلد بدلاً عن الشاه، فيرد حق حكم البلد إلى صاحبه القديم – الشاه وشرذمته. إيران تدخلت في لبنان على جانب لبنانيين وفسطينيين، وحرضتهم على تواصل المقاومة القتال ضد اليهود، حليف طواغيت العالم. الفلسطينيون واللبنانيون تزايدوا هجماتهم على تحريض إيران. فأغار اليهود بالدمار الوحشية جواباً وانتقاماً عنها، فجعلوا اللبنان شبه الخرائب، وتحطنوا الفلسطينيون في داخل الأرض وخارجها، وأبلغوا بالخسائر التي إنكسرت ظهر حزبكم ومقاومتكم، حتى لم يبقى أمامكم البديل إلا التراجع والإنصراف إلى فلسطينكم إيران، وانتهى نصيب الفلسطينين إلى ما هوا الآن، قفصا لهم في غزة وجاريكو تحت أظافر و أنياب عميل مفترس – خاسر عرفات، الذي خسر نفسه وقومه في الدنيا الآخرة. وللفلسطينيين مذابح، اليوم، بكره بعد بكره، و، و، كيف يمكن أن تكون عاقبة مشروع تعبئة عشرون مليون ( بسيج بست مليوني) لتحرير القدس هكذا؟ أليس فيه عهد الله وميثاقه؟ في عقيدة وإيمان هذا الفقير، أنه لا مقام وشرعية في دين الله لتحرير أو احتلال الأراضى. إنما أمر المؤمنين في الدنيا هو تطهير أرض الله لحكم دين الله فقط لا غير"وعهدنا إلى أبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود..."
تطهير البيت هو العهد، لا تحرير البيت وإحتلاله. هكذا تطهير فلسطين تطهيرا رض الله، وتطهيرالقدس، تطهير حرم خليل الله إبراهيم. ياإخوان في طهران –طهروا بيتكم وبلدكم أولا لله وحده، ولا تشركوا به شيئا، ولا تتفرقوا تحزبا أو تشيعا، ثم تطهروننا والعالم أدمع. التحريض والتشجيع بكلام زبف وفارغ ثم التخلى والترك! أهكذا لم يفعل الشيعة مع على رضى الله عنه، خاصة عند حربة ضد الخوارج؟ إحتلال الأرض بغير تطهير أهلها في جزيرة العرب هو "اشرف الأرض وأنجس العالم". وكذلك في إيران إن لم تكونوا آهلها بعد الثورة.
شئي أخريد فعنى إلى التفكير عنكم، وهو كل واحد – تقريبا – تقدم اليكم للتضامن والوحدة ، أفسدوا، لايبقي لهم أقل وضع هم كانوا عليه قبل التعاون معكم، ضاعوا تماما، أو أصبحوا نسيا منسيا في مجتمعهم، لا يُرى لهم وارثا في الميدان. أنا فكرت في أسبابها ولكني ما استطعت إلى الآن أن أحددها مقنعا. فحافظجي حضور من بنغلاديش مد يد التعاون معكم، فلم يبقي هو أو جماعته. مهندس نجم الدين اربكان من تركيا أيضا جاء مع الآمال. هو خسر حتى لم يبقي له إمكانية تدارك خسارته في ميدان سياسته. وأيضا الشيخ سعيد شعبان من لبنان، جاء كم مع المؤشرات الطيبة للتعاون والوحدة مع الثورة الميمونة في إيران. لكم أين هو الآن؟ لماذا لا نسمع منه همسا وركزا؟ بدلا عن هذه النتيجه لهم كان من المتوقع أن يزد هر التعاون وينتشر ثمرات تعاونكم مع بعضكم بعضا، ويكون له أثر جاذب يجبي الرجال من أنحاء العالم ليكونوا صفا واحدا معكم. هل هذه النتائج ليست من المفاجعات، أو لها معاكيات ضد الثورة التي تدعو الى وحده اُمة الإسلام؟ هل هذ أيضا بسبب فقدان حبل الله بداخل القلوب المتعاونة، كما هو في ملوك و شيوخ العرب الذين لا يريدون إلا بيع وشراء العميل بأموال الفاسدة بالمؤتمرات ومجالس التعاون؟
4) شئ آخريد فعنى إلى إيران بعد الثروة، كنا نتوقع أنهم يرجعون من إيران الإسلام مسلما قويا فى عملهم وتفكراتهم تجاه وحدة الأمة – إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. ولكنهم رجعوا ويرجعون أفسدا من قبل لم يصبحوا مسلما صحيحا، ولم يأخذوا شيئا طيبا من التشيع، ولم يبقوا حتى سنيا معتدلا. بل أغلبيتهم رجعوا شغلا ( ثعلبا ) بين هذا وذالك. مصلحة الدنيا صارت مبلغهم، وأكبر همهم هو الطرح والجمع فى مال الدنيا، ويعبدون الشيعة أمة تختلف تماما من السنة.وأما العلماء الذين عملوا عندكم فى الإذاعة والتبليغات والدوائر الحكومية، وكانت لهم الفرصة و المناسبات للإختلاط مع علمائكم آية الله وحجة الإسلام، رأيهم عنهم حاسما أنهم تعملوا معهم تماما على التقية، وليس على التقوى والتآخى ، مستخدَما ومستخدِما، وليس خادما مساويا فى مجتمع إسلامى تعده للوحدة العالمى على الإسلا مالحنيف. هذه هى اكبر خسارة ضد الأمة.
5) نشاطاتكم فى السفارة الإيرانية زمراكز الثقافه على زوال مستمر، تغيرت الأوضاع من التحسن إلى السيء، ومن السيء إلأى ما هو أسوأ. كيف يمكن إن سفارة أباع صاحب وربيب النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبقية النبوة تقوم بنشاطات، لا تختلف شيئاً عن السفارات ومراكز الثقافات الأخرى؟ أسوأ شيء جرح قلبي هو فساد أخلاق الشباب كنا نعدهم من الأخيار قبل دخولهم في السفارة والمركز الثقافة. كان فيهم الصدق الأمانة، وكانوا يلمحون إلى مستقبل أفضل بسلوكهم وتعاملهم. ولكنهم بعد الإلتحاع في الوظيفة معكم، فقدوا صبغتهم، صبغة الله – ومالوا إلى عالم الدجل الخيانة، وكتمان الحق المصالح الدنيا الرديئة. أقلاء القلائل منهم إحتفظوا من التيار المفسد فلماذا؟
في بداية أيام الثورة، مستوى الـتأهيل في السفراء كان أرفع. كلما مضت الأيام، إنخفض المستوى، بدلاً عن الإرتفاع المطلوب والمرجو. هكذا في مركز الثقافة، في رجاله ونشاطاته. مثلاً، على أي مبرر مركزكم ينعقد دورات تعليم اللغة الفارسية والنساء يشتركن فيها بدون الحجاب، أو يأتين النساء بلا خجاب مطلوب في مكتب المركز للمطالعة؟ أو أي مبرر عندكم لعقد معرض للعبات في مركز الثقافة، والإسلام ديناً يمنع صناعة اللعبات التماثيل، خوفا هذا لا يؤدي إلأى عبادة الأصنام عاقبة؟
6) سفارتكم تقيم حفلات إستقبال سنوياُ في مناسبات مثل يوم الوطنيى، أو يوم لاثوؤة مثلها، الدعوات السرمية كانت تأتي إلى هذا الفقير من قبل سفاراب الدول التي تسمى الدول الإسلامية زوراً. هذا الفقير ما كان يحضر إلا في عدة سفارات ليشاهد الألوان والصبغ، صبغة الرحمن؟ أو صبغة الشيطان؟ ولما شاهد الفقير بعينيه أن سفارة إيران الثورة الإسلامية دعت إلى حلفها واستقبل السفير الخبيثات من النساء، إنقطع عن الحضور في المناسبة. لأن هذا تعاون في الإثم والعدوان. هذا الوضع كان قبل سنوات، ولكن الآن بعد مضئ سنوات – اللعنة على الشيطان ليزغه ومسه – أنتم تقدمتم مزيداً إلى الإمام. أولا هذه كانت معاملة سفارتكم، والآن صاروا سار من مراسيم الأخ الزعيم الروحي لإيران الإسلام السيد علي خامني والأخ الرئيس رفسنجاني إستقبال بنظير بوتو الباكستانية وأمثالها. هذا المسلوب السلوك من قبلكم حقيقيا بينظير – لا نظير أو مثيل له فى الإسلام. إذا كان جائزا أو مسموحا فى شريعتكم، فلماذا لا تجعلون شهبانو فرح بهلوى سفيرتكم المتجتولة بالشرف، لتجربوا كيف هي تصلح سمعتكم فى العالم التى أنتم خربتمواها بثورتكم قبل، وتصيرلكم الإقبال فى عالم الطواغيت شرقا وغربا، عربا وعجما من جديد ؟
يا إخوان، أناشدكم بالله ، إسمعوا منى هذه النصائح، أنتم تمهدون لرد اللكرة عليكم بهذ التراجع من الصواب إلى الخطأ. هناك لافرق بين بينظير، خالده وشهبانو، كلهن حبالة الشياطين، وكيدهن عظيم، وأكبر فتنة للرجال، وتبرج النساء إلى ميدان الرجال ليس ميمونا عند الله. وهو خالق الرجال والنساء سواءا، بل هو مشئوما عند الله ولو كان من قبل أزواج الإنبياء، نوحا ولوطا عليهما السلام ، حتى أمنا عائشة رضى الله عنها إذا تبرجت، خرج السلام من مجتمع دار السلام معها، هى عادت ، ولم يعد السلام معها. إن وقعتها هى درسا لنا لم ننساه. إن الإسلام دين سليمان النبى و الملك، وسلمان الفارسى التابع المسلم لدين الله ، وإذا كان لديكم حول وقوة من الله مثل سليمان بن داود عليهما السلام ، فتعاملوأ مع النساء مثلما تعامل سليمان مع ملكة سبأ، " وألا تعلو علي وأتونى مسلمين" ، وإذا لم يكن لكم حول ولا قوة مثل سلمانكم رضى الله عنه، فاستعصموا من كيد النساء مثل يوسف بن يعقوب عليهما السلام.هذا هو دين الله وسنته، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، ولا تستكبروا عن دين الله لتعلموه دينكم، وتمنوا عليه إسلامكم، والعيااذ بالله منه.
7) طواغيت عالم الإستكبار ساعدوا، وساندوا الشاه المقبور "ليكون شرطي المنطقة"، ليلعب دور الشيطان نيابة عنهم، حتى لا يخلق إمكانية نشاة الإسلام في إيران وحولها. ولكن الله العلى القدير، قلب الاُمور بقدرته، ومكنكم في إيران من حيث لم يحتسبه أحد حتي الأمس الماضي. فالآن أنتم بعد الفشل، لخططكم الخاطئة، لعلكم أقتنعتم أن تكون سلطة البلد في يد العلماء منكم، والإدارة في أيدي البيورقراطية الجدد، الذين لم يكن لهم وضع أو مكان في عهد الشاه. وهم حصلوا على وظائف شاغرة تحت ظلال وبركة أصحاب العمائم والعبائات. ويمكن أنكم ظننتم أن هذه القناعة الشكر لكم يستمر لأيام لا نهاية لها. فلذالك، على هذا الظن والتخمين، أنتم وضعتم الإمكانيات ما في وسعكم للرفاهة والراحة لمواطنيكم في داخل البلد. ولكن يا للأسف – الراحة الرفاهة المادية الإستمتاع بها لا يبقى لها الشكر التقدير في مجتمع الإنسان لمدة مديدة. والله الخالق والرب يخبرنا عن الإنسان " إن الإنسان لربه لكنود، وإنه على ذالك لشهيد، وإنه لحب الخير لشديد". أنتم بناءاً على تخمينكم وظنكم، كما بينته فوق، يبدو أنكم على شيئ من الراحة والطمانينة من مشاكل ومسائل الداخلية، وبدأتم بمبادرة ومساعي جديدة في العالم الخارج لإصلاح وتلا في ما خسرتم بالتعاون والمسلحة مع الأحزاب الفئات، وبدلاً عنه بدأتم بمساعي دبلوماسية من حيث ساعى الإسلام من بين الأمم المتحاربة، أو الذين بينهم التوتر في المسائل والمصالح الدولية. مثلاً، سحاب إساءة العلاقات بدأ يتراكم بين باكستان والهند على مسئلة كشمير، وأنتم تريدون حلها. في الوضع الراهن. باكستان أيضاً في حاجة إلى الواسطة والوساطة، ولكم أيضاًعلاقة طيبة مع الهند. مستغلاًّ هذا الوضع، إذ لعبت إيران دور الثالث بينهما، وتنجح فيه، يمكن إن إيران تكسب سمعة ساع السلام في مجلس لأمم، أو تقوم إيران بدور الرائد لتشكيل حلف بين الدول في القارة أو خارجها للتعاون معهم، وينبثق هذا الحلف قوة ضد الدول المتقدمة والنامية، تزدهر إيران في الإقتصاد والتنمية مثل اليابان أو ألمانيا الغربية بعد هزيمتها في الحرب العاليمة الثانية. هذه كلها لا تساعد إيران للتخلص من عن عهدها وميثاقها مع الله. هذا الفقير يحذر إيران وأرباب حكمها ألا تنسى مقامها مكانها وعهدها، بل تذكر كل لحظة أن باكستان، إيران وافغانستان، هي الدول الثلاثة المتجوارة بعضها مع بعض مع عهد وإيمان غليظ مع الله للنشأة الإسلامية في العالم. وفي هذه الدول أيضاً ظرف خاص لإيران. باكستان كانت أسست للعبث الإسلامي الجديد، ولكن الطاغوت العالمي سلط عليها الزعامة الفاسدة. وباكستان اليوم على حافة دارالبوار لنقض عهدها وأيمانها مع الله عز وجل. وها أنتم في إيران، منَّ الله عليكم بالفرصة النادرة على عهد وأيمان جديد بعد باكسنان، وأعطى الله السلطة الكاملة في يدكم حتى لا تقولوا "ما كانت الخيرة لنا في الأمر" – ولكنكم ذهبتم يميناً وشمالاُ، بدلا عن الصراط المستقيم، حتى أنتم اليوم واقفون على مفترق الخطين. وبعدكم افغانستان المسكينة قامت ضد عفريت جبار في العالم عهدوا وأيمان: إذا من الله عليهم بالفتح والنصر، إنها تعيش أو تموت على عهد الله وميثاقه، فمزق الله الجبار بأيدي الضعفاء. فها أنتم الثلاثة، باكستان، إيران وافغانستان المتجاورون تخونون عهد الله وأمانته واحداً بعد واحد، وتعيشون بأمان؟ ولا تحسبن الله مخلف وعده رسله، إن الله عزيز ذو انتقام هذه الدول الثلاثة جمعها الله بعضها جنب بعض بقدرته، والتي عاهد زعماءها مع عامة المسلمين أمام الله عز وجل " لئن اتاهم الله بفضله ليقيمن أمر الله على أرضه- الآ له الخلق والأمر- "فتبارك الله رب العالمين" أوفوا بعهدكم، يوفي بعهده.
يا زعماء إيران، معكم ظرق ووضع يختلف تماماً عن وضع باكستان وافغانستان. علماء السنة في كل هذين البلدين فقدوا قيمتهم وثقتهم في شعبهم للتمذهب والتفرقة فيهم، ولم تكن أبداً سلطة لهم على حكم البلد. وأنتم أتاكم الحكم مباشراً في يدكم، ولكم الثقة والإعتماد التام من قبل الشعب. لذلك، أفدوا على إشارتكم بمئات من الآف الأنفس في جبهات القتال. فإذن مسئولياتكم في إيران تختلف عن غيرها، في باكستان أو أفغانستان. إن لم ترجعوا حتيماً إلى إيفاء عهد الله، تخسرون نصر الله ومدده عليكم، فتعاقبون بغضب من الله وغضب من الناس، وهكذا يرد عليكم الكرة في غاية القساوة والعنف، لأنه فساد في الأرض بعد الإصلاح. والعياذ بالله منه.
وإذ أنتم ترجعو إلى موقفكم وعهدكم الأصيل، فيكون لكم شأن بإذن الله وعونه لم يسبق له أي مثيل. موقعكم الثلاثة، باكستان، إيران وإفغانستان على عين وسط البر، الذي هو مسكن أغلبية بني آدم وأغلبية المسلمين كثافة، وأنا أرى بعيني التي أعطاني ربي لأرى ملكوت السماوات والأرض، أن الله قد بدأ بقدرته وتدريب وتربية ملائين من جنوده في خلال، جبال وسهول وخنادق إيران، أفغانستان وباكستان، ولهم ذخائر للأسلحة والمفجرات الهائلة، أن يمسسها النار لا يبقى في الأرض مخلوق إلا ما يشاء ربي. والغريب، أن لهؤلاء الجنود ليس لهم أمير ولا إمام، وهذه التعبئة تلقائياً من أنفسهم، وهم يقومون بالتدريبات تحت علم مكتوب فيه، " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون"، وهم ينتظرون إلى نور من ظلام لهم المشرق، ليقذف بالحق على ذخائر المجرات. والجنود يقذفون بالمفجرات والقذائف على الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق. فأين أنتم من هذه التعبئة والتدريب؟ مغسول المخ بمس عدة من القروح إبتلاءاً من ربكم وإيذاءا في سبيله، وجعلتم فتنة الناس كعذاب الله، ثم فررتم من اميدان وأشتغلتم في اسياية ومبادرات الدبلوماسية من وراء الحصن وجدران السفارة ودار الثقافات؟ ها هي صورتكم وسيرتكم أنتم عليها اليوم، كما يراها هذا الغريب، بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء، اللهم اجعلنا منهم. آمين.
يا إخوة، توبوا إلى الله توبة نصوحاً، عسى ربكم أن يكفر عنكم ما أخطأتم، ويدخلكم في جنوده، ويتقبل منكم أعمالكم ليو لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفرلنا إنك على كل شيئ قدير.
إذا تبتم تلك التوبة، ليجعلنا ربنا في جنوده، ويقذف الله بأيدينا، "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" بالحق على الباطل، شمالاً الروس وحليفها في البلقان، سما سرتهم في أوربا، شرقاً مشركي الهند، وغرباً اليهود وأعوانها، فيدمغهم فإذاهو زاحق، ويحر ربنا وبكم العرب وبلادهم من قيد حزام اليهود والنصارى، ويرجعهم إلى دين الله نهائها، يهزم الله قوي أحفاد الخنازير والقردة من اليهود والنصارى، بأيدي جنود الموحدة تحت إمامة إمام المنتظر بإعجاز روح الله عيسى بن مريم عليه السلام. وهكذا، يجعل الله الذني اتبعوه فوق الذي كفرو إلى يوم القيامة، ويرجع الدين حكماً إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها، ويكون الدين كله لله بمشارق الأرض ومغاربها، والله أعلم.
إن الله هو الخالق، الجاعل للخلافة والإمامة والولاية والرسالة في الأرض، يعلم حيث بجعل أمره، وليس لأحد غيره حق أن يقسم رحمته. العبد المؤمن- نبي أو غيره- يسعى ويقدح إلى ربه ليخرج من الظلومات إلى النور، حتى يكون مقبولاً عند ربه، وإذا قبل، يأتيه إذن من ربه. الأنبياء يدعون الناس إلى الله بعدما يأتيهم إذن من ربهم. إن الأنبياء عليهم السلام ومتبوعهم، رضي الله عنهم يؤذنون لرفع بيوت ليذكر فيها اسم الله. وهاأولاء أصحاب بيوت أذن الله أن ترفع، وهم على قدر من ربهم- ثم جئت على قدر يا موسى، وفي بيوتهم عيال وعترة، فيهم أهل على إتباع صاحب البيت بإحسان، وفيهم غير أهل لعمل غير صالح. فالإتباع لصاحب البيت، وأتباعه من داخل أهل بيته وخارج أهل بيته. فلنوح عليه السلام بيت، إغفرلي ولمن دخل بيتي مؤمناً، ولأبراهيم عليه السلام، بيت – وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت. ولموسى وهارون عليهما السلام بيت- وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً، واجعلوا بيوتكم قبلة وأقم الصلاة. ولربنا بيت فاليعبدوا.......
فاليعبدوا رب هذا البيت. فالعبادة لرب البيت، وليست لربييب البيت وأهله. لأن فيهم أهل وغير أهل، إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح. وإذا كان في البيت أهل له بالحق وفي الحق، فلهم حق الإتباع والطاعة، فلا عبادة لهم، إنهم عباد، والعبادة لرب العباد فقط، فإياي فاعبدون.
فهذا الفقير يعبد رب البيت العتيق مخلصا له الدين، ويتبع أصحاب بيوت أذن الله أن ترفع نوحا، إبراهيم، موسى، عيسى ومحمداً أولو العزم من الرسل، عليهم السلام، مخلصا لهم الطاعة، على بإذن الله – من يطع الرسول فقد اطاع الله. وإيمانه وأركان الرسول والمؤمنين. آمن الرسول بما اُنزل اليه من ربه والمؤمنون، كل (الرسول والمؤمنون) آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
هذا الفقير يتوب إلى الله دائما. لولا رحمة الله أوسع من ذنوب عباده لهلك ، ويدعو الناس إلى التوبة، بعد توبته بنفسه. والدين النصيحة لأولياء الأمور لعامة المسلمين، وجنب من المقابلات المجالس- مجالس، "نشستن، كفتن، خوردن، و برخاستن و خفتن." الدنيا مزرعة و دار عمل لدار الآخرة، فلا مجال لفقير مثلى أن يضيع دقيقة في العبث وإتباع الهواء والملذات. أنا تبوأت بيتا لمزرعتى للآخرة بمال كسبت يدى من الطيبات، ليكون بيتى موسسا على التقوى من أول يوم. وأكسب قوتى وقوت أهلى بالزراعة بيدى، وتربية الأبقار بيدي، وتحليب وبيعة بيدي. واتلو القرأن لي ولمن يأتيني بدون أجرة أو بدلٍ، ولا أقبل إيجاراً لبيتي، بل أحاول وأسعى أن، أنفق على الطالبين مما أعطاني ربي، وأنفقت إلى الآن حوالي مليون دولار لرفع هذا البيت، الذي أنا كسبت بتجارة الطيب والبخول بمكة المكرمة، أحب الشيئين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ليس فيه ريال من عطايا الملوك والشيوخ العرب وغيرهم.
وأما في العبادات، أتبع كتاب الله ونبيه صلى الله عليه وسلم على فقه القرآن والسنة. درست في أدرس المذاهب للتعريف عنها، لا للتقليد العمى، أصلي المكتوبات الخمسة، وأقوم بما تيسر لي بعد منتصف الليل، أتم الصيام من الليل إلى الليل، لا من الليل إلى المغرب، لا أصلى نعم بدعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه التراويح المروجه في رمضان، ولا أصلي الجمعة ولا العيدين، لفقدان الإمام لها. ولا أزيد وأنقص على كلمات الأذان الأصيلة، وأتجنب عن كلمة "الصلاة خير من النوم" التي أضافها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أولا، أنه لا مقارنه اللنوم مع الركعتين من النوافل، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ركعتين بين الأذانين خير من الدنيا وما فيها"، وثانياً، أن صلاة الفجر من أفضل الصلاة، إن قرآن الفجر كان مشهواداً، فكيف مقارنتها مع النوم! وثالثا، هذه الإضافة تفتح باب للإضافات الأخرى مثلا، حي على خير العمل، أشهد أن علياً ولي الله وأشهد أن عليا حجة الله" وغيرها، والتي تستخف جلال الدعوة إلى الصلاة والتلاعب بها. أدعو وأنذر أهلي وعشيرتي إلى التمسك بدين الله وأعلم أولادي بتعاليم القرآني في مدرسة بيتي على أرفع مستوى من المدارس الأخرى.
بهذه الأعمال البسيطة، يمهد هذا العبد لقاء ربه يوم القيامة، ويدعو الناس إلى دين الحنيف الذي لا عوج فيه ولا التفرقة ولا التمذهب، وينتظر ظهور الإمام المهدي ونزول عيسى بن مريم، ليكون من أصحابهما وفي جماعة حزب الله المفلحون، ويعتقد هذا الفقير ويرى بفراسته - إن لم يتب السنة والشيعة- كما لم يبعث الله خاتم أنبياءه من المذهبين العظمين في زعم بني إسرأئيل- اليهود والنصارى – بل اصطفاه من ذرية الآخرين، ويلعننا ويلعنكم، كما لعن اليهود والنصارى للإصرار على الحنث العظيم، والعياذ بالله منه.
يا إخوة العلماء، آيات الله في إيران الشقيق، إذا وجدتم السداد والرشاد في ما كتبت لكم في هذه الأوراق، فننتظر الجواب منكم ونعد للتعاون المرصوص، لنكون معكم في رحاب الفتح المبين، وتكون لنا ولكم الفرصة لمزيد من النقاش والتواصو، وإلا، حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير في مقابلتنا الخاصة مع كل من الأخ السيد خامني والأخ رفسانجاني، أنا لاحظت بالإنطباع العميق، أن العلم والمعرفة عن التاريخ والأحداث في العالم الإسلامي، خاصة ما حدث خاصة في الماضي في شبه القارة الهندية يسيطر في تفكرات حدث أو يحدث في عالم التكوين التدبير. ويكمن هذا، لأنه كان حينئذ رئيساً على البلد، لا زعيماً روحياً. وهكذا في مقابلتنا مع الأخ رفسانجاني، لاحظت صبغة سياسة ومصالحها بسيطر في ذهنه بدلاً عن ما يحدث في العالم من التطورات وتغييرات في مجال التفكير والتحول في المجتمعات الإسلامية، بعد ما نسوا الذكر، ويبحثون عن الطريق للرجوع إلى أصلهم المفقود. وهذا أيضاً يمكن لأنه كان رئيساً للبرمان في ذالك الوقت، أو كانت أمامه الأوليات الأخرى، بدلاً مما كنا نتوقع منه أن نسمع. ولكن الآن نريد ونتوقع منها أنضج وارفع المستوى والرشاد والرسائل للعالم الإسلامي للنهوض " خير أمة أخرجت للناس". لأن الأحداث والظروف تتغير في العالم في سرعة البرق، والعالم الإسلامي يحتاج إلى قيادة الرجال هم أسرع منه في إحاطة الأمور من قادة عالم الظاعوت. لأن طريقنا طريق الأنبياء، والدنيا أما منا متاع قليل، وأن الآخرة هي الحيوان. فقيادتنا تحول وجوه بني آدم من عبادة الأرض ومتاعها "الفلس والطين"إلى عبادة وخلافة رب السماوات الأرض وما بينهما و فوقهما، فالمطلوب منا ومنكم أن نكون على إستعداد كامل - ماديا وروحياًّ – للمبارزة والمواجهة لأولياء الشيطان، وقلب ميزان الأمور إلى جانب أولياء الرحمن، ولا ندعو الأعداء شيطاناً أكبراً، ونحن تلامذتهم في الأمور كلها، إلا بالكلام الفارغ.
هذه الأوراق المسودة ليست رسالة عادية. بل هي أوراق كتاب تقدم أمام الله يوم القيامة شهادة، لما أمننا و عملنا ودعونا ألناس إليه، حجة لنا أوعلينا، فعليكم قراءة أوراقها، وسطورها وحروفها كما هو حقها. وإذا من الله علينا بالموافقة على مدلولات الرسالة، فالرجاء منكم الأخذ بعين الإعتبار النقاط التالية:-
1) الوقف عن السياسة العرف والمعتاد تماماً، ثم الإنطلاق إلى سياسة الإمامة على منهج الأنبياء.
2) الوقف عن الإسراف التبذير في السفارات و دور الثقافات، وتحويل عن السياسة الدبلوماسية الطواغيت إلى نشر دعوة الوحدة بين الناس، على أسس ما جاء بها كتاب الله وعمل النبي صلى الله عليه وسلم، وبث.
3) إيجاد وإعلان أسهل أيسر شرعة للناس لحاياتهم الدنياوية. مثلا، من الله في دينه الفطرة حرية شهوة للإنسان في حدود شريعة، وأجاز لهم نكاح المعتاد، ملك اليمين والمتعة بدون أي قيد وكد، كما أعطى الله الحرية للإنسان لكسب المال حلالاً بدون أي حد. حق الناس المؤمن إلى صاحب الأمر هو أداء زكواة رأس المال وخمس المرابح، فبعده هو حر. ينفق ماله كيف يشاء في حدود الإسلام. هاتان الحريتان تحكمان على بني آدم من سن الرشد إلى بقية الحياة. وإذا نجحنا في إفهام هذه الحقيقة، حق التفيهم، في مجتمع عالم الإنسان شرقاً وغرباً، شمالاً، وجنوباً، لا يبقي للشيطان مريدا يريده. لأننا دفعنا الناس إلى الشيطان بتعسير اليسر، فيسر الشيطان أمام الناس العسير، فصار السلطان له.
هكذا المعاملات الأخرى التي عقدها أولياء الشيطان من الناس –
إذا حلينا عقدها للناس، فيرجع الناس إلى فطرتهم – وهو الدين – ولا سبيل بقي للعالم
للخلاص من الأمراض المهلكة مثل الإيدز. ولشذوذ إلا باللجوء
إليه.
4) وقف التعامل في البلدان مع الفئة على أساس التحزب أو التشيع فورا، لأن الله لا يقبل التفرقة في دينه، بل أمر عكسه "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". العقول السليمة في مجتمع الإنسان في العالم تعبت تماماً من التفرقة والتمذهب في مجال الدين. الإسلام هو دين الحق. بدايته كانت بالوحدة وتكون نهايته في الوحدة. فإذا نحن الدعاة إلى الوحدة نكون عليها صادقاً، نكون حينئذ على دين الله، و يجيئنا النصر والفتح الموعود من الله تعالى، ويحقق فينا- إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً – فالأمر لنا أن نسبح بحمده ونستغفر، ونتوب إليه، إنه كان تواباً. إذا كان أمر الله لخاتم أنبايائه " فسبح بحمد ربك واستغفره" فلماذا أنتم ونحن من التوبة والإستغفار إليه! معاذ الله، وإذا إستكرنا عنها، مثل الذي أبى واستكبر، وحلت علينا عاقبة " لمن تبعك منهم لأملئن جهنم منكم أجمعين" فلماذا يكون شأننا؟ أعوذ بالله لي ولسائر إخوتي في الإيمان من النزغ وهمز الشيطان. واستغفر الله لي ولجميع المسلمين إلى يوم الدين، وأتلو لي ولكم " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون. وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون". صدق الله العظيم.
أخوكم الفقير إلى رحمة ربه
إمام الدين محمد طه بن حبيب
داكا بنغلاديش
التاريخ 14/9/1414 هـ
الموافق 26/3/ 1994م
E-mail: [email protected] | +8801552331779
Download as PDF